ان مجتمع الإمارات للتراث اتسمت نظرة الفئات الاجتماعية المختلفة في دولة الإمارات إلى التراث بالاحترام والتقدير، إلا أن تلك النظرة تشوبها الضبابية والمبالغة في أغلب الأحيان. فكثيراً ما نجد بعض أفراد المجتمع، أو بعض الجهات الرسمية، يحسب تراثاً لما لي بتراث، الأمر الذي يرجع بنا مرة أخرى إلى ما وردت الإشارة إليه من عدم الدقة في توضيح مفهوم التراث، ومن بين الملامح الإيجابية لنظرة مجتمع الإمارات إلى التراث، أننا مهما رصدنا وتقصينا أوضاع التراث في الأوساط الرسمية والإعلامية والتعليمية والثقافية، فلن نجد النظرة الدونية التي سادت فئة من المثقفين في بعض الأقطار العربية الأخرى، كما اننا لا نجد تهميش التراث، بل على العكس من ذلك، نجد المبالغة في التقدير. ولكن من حسن الطالع ان ذلك التقدير لا يصل إلى درجة التقديس ولا يؤدي إلى الانكفاء على الذات.
أسهم الاهتمام الرسمي بالتراث والذي تتطرق إليه هذه الدراسة في بعض فوصلها التالية، وما نتج منه من جعل التراث شأناً مجتمعياً عاملاً وأمراً لا يمكن تجاوزه، أسهم في ترسيخه النظرة الإيجابية إلى التراث. ولا شك ان نظرة القيادة الحاكمة والنخبة السياسية إلى التراث أثرت – بصورة مباشرة أو غير مباشرة – في موقف النخبة الثقافية في دولة الإمارات تجاهه، أو على أقل تقدير نستطيع القول : إن نظرة المثقفين الإماراتيين إلى التراث تتوافق وتنسجم مع رؤية النخبة السياسية والقيادة الحاكمة. ولعل من أهم معالم هذه النظرة الدمج بين الأصالة والمعاصرة، والربط بين مجتمع القبيلة ومجتمع الدولة، والسعي إلى توفيق بين الخصوصية والعالمية، وتتضح هذه النظرة التوفيقية في الخطاب السياسي، كما تنعكس على أفكار بعض المثقفين من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة. فلقد نادت هذه القيادات الثقافية بضرورة قراءة التاريخ قراءة حديثة ومتجددة تبث فيه الحياة، إضافة إلى إعادة النظر في مؤسسات المجتمع التقليدي بعين فاحصة، ومنصفة تعيد إليها الاحترام، بدلاً من وصفها بالرجعية، جرياً وراء المصطلحات (الليبرالية) الغربية.
يظهر موقف المثقفين الإماراتيين من التراث، وعلى وجه التحديد نظرتهم لمفهوم القبيلة، فيما ذهب إليه حسين غباش في ردّه على بعض كُتاب تاريخ الخليج، ولم يكن اختياري لكلماته دون سواه لمجرد انها تعزز النهج الذي يسير عليه هذا البحث، ولكن لأنه يمثل دولة الإمارات في منظمة اليونسكو – وهي المنظمة الثقافية الأسمى مكاناً على النطاق الدولي – لهذه الأسباب اخترت كلمات حسين غباش، كما اخترت مفهوم القبيلة دون سواه، لأن القبيلة مستودع التراث، وإطاره المرجعي، وسنده القيمي. فقال :
( كل الكُتاب – من دورن استثناء – تعاملوا مع القبيلة كمؤسسة رجعية متخلفة، من شأنها إعاقة التقدم، في حين أنه يتوجب التعامل مع القبيلة كمجتمع سياسي متقدم أيضاً، كمؤسسة سياسية تعرف في مفهوم السوسيوبولتيك بهذا المعنى، فهي المخزن القيمي للمجتمع، وهي مصدر أجمل قيمنا العربية : الشجاعة، الشهامة، النبل، الكرم، مفهوم العدل، الشورى ...
وإذا أدركنا ان كل القرارات في الحرب والسلم والتحالفات، وحتى بعض القرارات الاجتماعية، كانت تؤخذ في القبيلة بالتشاور والخضوع لرأي الأغلبية، نعرف أنها بهذا المعنى مخزن لقيم الديمقراطية كذلك، وبهذا التصور يمكن استثمارها وتطويرها لتتناسب والتطور السياسي والاجتماعي للبلاد، فهي بدون شك مستودعنا التراثي الجميل.
أسهم الاهتمام الرسمي بالتراث والذي تتطرق إليه هذه الدراسة في بعض فوصلها التالية، وما نتج منه من جعل التراث شأناً مجتمعياً عاملاً وأمراً لا يمكن تجاوزه، أسهم في ترسيخه النظرة الإيجابية إلى التراث. ولا شك ان نظرة القيادة الحاكمة والنخبة السياسية إلى التراث أثرت – بصورة مباشرة أو غير مباشرة – في موقف النخبة الثقافية في دولة الإمارات تجاهه، أو على أقل تقدير نستطيع القول : إن نظرة المثقفين الإماراتيين إلى التراث تتوافق وتنسجم مع رؤية النخبة السياسية والقيادة الحاكمة. ولعل من أهم معالم هذه النظرة الدمج بين الأصالة والمعاصرة، والربط بين مجتمع القبيلة ومجتمع الدولة، والسعي إلى توفيق بين الخصوصية والعالمية، وتتضح هذه النظرة التوفيقية في الخطاب السياسي، كما تنعكس على أفكار بعض المثقفين من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة. فلقد نادت هذه القيادات الثقافية بضرورة قراءة التاريخ قراءة حديثة ومتجددة تبث فيه الحياة، إضافة إلى إعادة النظر في مؤسسات المجتمع التقليدي بعين فاحصة، ومنصفة تعيد إليها الاحترام، بدلاً من وصفها بالرجعية، جرياً وراء المصطلحات (الليبرالية) الغربية.
يظهر موقف المثقفين الإماراتيين من التراث، وعلى وجه التحديد نظرتهم لمفهوم القبيلة، فيما ذهب إليه حسين غباش في ردّه على بعض كُتاب تاريخ الخليج، ولم يكن اختياري لكلماته دون سواه لمجرد انها تعزز النهج الذي يسير عليه هذا البحث، ولكن لأنه يمثل دولة الإمارات في منظمة اليونسكو – وهي المنظمة الثقافية الأسمى مكاناً على النطاق الدولي – لهذه الأسباب اخترت كلمات حسين غباش، كما اخترت مفهوم القبيلة دون سواه، لأن القبيلة مستودع التراث، وإطاره المرجعي، وسنده القيمي. فقال :
( كل الكُتاب – من دورن استثناء – تعاملوا مع القبيلة كمؤسسة رجعية متخلفة، من شأنها إعاقة التقدم، في حين أنه يتوجب التعامل مع القبيلة كمجتمع سياسي متقدم أيضاً، كمؤسسة سياسية تعرف في مفهوم السوسيوبولتيك بهذا المعنى، فهي المخزن القيمي للمجتمع، وهي مصدر أجمل قيمنا العربية : الشجاعة، الشهامة، النبل، الكرم، مفهوم العدل، الشورى ...
وإذا أدركنا ان كل القرارات في الحرب والسلم والتحالفات، وحتى بعض القرارات الاجتماعية، كانت تؤخذ في القبيلة بالتشاور والخضوع لرأي الأغلبية، نعرف أنها بهذا المعنى مخزن لقيم الديمقراطية كذلك، وبهذا التصور يمكن استثمارها وتطويرها لتتناسب والتطور السياسي والاجتماعي للبلاد، فهي بدون شك مستودعنا التراثي الجميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق